mercredi 23 août 2017

قالت: ليَّعَني بُعد الحبيبِ...

ما الحبيب ببعيد، و إنّما في القلب يرتقب،
و إن فصلتنا البحار، فبالهوى الشّطآن تقترب،
قد عِلْت و عال صبري، و علا محيّاي الكرب،
و طال للشمال نظري، حيث الحبيب يغترب،
لعلي المح خيالا، من جماله تشرئبّ إليه الرُّقَب،
لعلي المس في الرّيحِ روحًا، ياسمينا و عنبرا و ما تطيّب به العرب،
فأقنع كذبا فؤادي، و لَعَمْري ما ابرد على الفؤادِ المستعرِ الكذب،
أنْ تلك روح حبيبي، او ذاك خياله المضطرب،
فتعلو بسمةٌ شفتايَ، و من عيني دمعةٌ تنسكب،
و يتوه فكري في ذكراه، هزلٌ و غزلٌ و حبٌّ و عَتَب،
و ارانا في الشّطآن نمرح، و ارانا في الغابات و قد اتاهتنا السُّرَبُ،
و ارانا بين النجوم نلهو، نرافق الصّيّاد، او يحملنا على ظهره الدُّبُ،
فأمسحُ دمعتي بكفِّ يدي، و أهمس لنفسي: "قريبا الوصلُ و القُرْب"

Aucun commentaire: